2024-09-21

يُشكّل وقت الدراسة تحديًا كبيرًا للعديد من الأسر، فبينما يرى الأهل في الدراسة ضرورةً حتميةً لمستقبل أبنائهم، غالبًا ما ينظر إليها الأطفال على أنها مهمةٌ شاقةٌ وفترةٌ مُملةٌ بعيدةٌ عن اللعب والمرح لكن، هل يعني ذلك أن يظل الصراع قائمًا بين الواجب والمتعة؟ بالطبع لا! فمع بعض الأساليب الإبداعية والتخطيط الواعي، يُمكن تحويل وقت الدراسة إلى تجربةٍ مُمتعةٍ ومُثمرةٍ للأطفال، مما يُساعدهم على تحقيق التفوق الدراسي وحبّ العلم والمعرفة.

خلق بيئة دراسية مُحفّزة:

البيئة المُحيطة تلعب دورًا أساسيًا في تركيز وانتاجية الطفل فبدلًا من إجباره على الدراسة في مكانٍ ضيقٍ ومُظلمٍ، لماذا لا تُخصّص له ركنًا خاصًا به للدراسة؟ يُمكن أن يكون هذا الركن في غرفته أو في أيّ مكانٍ هادئٍ في المنزل، بعيدًا عن الضوضاء والمشتتات كالتلفاز والأجهزة الإلكترونية احرص على أن يكون الركن مُضاءً بشكلٍ جيّدٍ وذي تهويةٍ جيدةٍ، وأن تُزيّنه بألوانٍ مُبهجةٍ وصورٍ محفزةٍ تُساعد على التركيز والإبداع.

ربط الدروس بالحياة اليومية:

من أهم الطرق لجعل الدراسة أكثر متعةً وفهمًا للأطفال هي ربط الدروس بأمثلةٍ من واقع حياتهم اليومية فعندما يُدرك الطفل أن ما يدرسه له تطبيقٌ عمليٌ في حياته، سيزداد حماسه للتعلّم وفهم المعلومات على سبيل المثال، عند تعليم الطفل عن الكسور في مادة الرياضيات، يُمكن استخدام قطع من الكيك أو الفواكه لتوضيح مفهوم الكسور بشكلٍ عمليٍ ومُبسطٍ.

استخدام الوسائل التعليمية المُساعدة:

لا يُمكن إنكار دور التكنولوجيا في حياتنا اليومية، وخاصةً في مجال التعليم فقد أصبحت الوسائل التعليمية المُساعدة كالتطبيقات التعليميةمثل تطبيق تأسيس  أداةً فعّالةً لجعل عملية التعلّم أكثر متعةً وإثارةً للاهتمام يقدّم تأسيس محتوىً تعليميًا بأسلوبٍ مُبسّطٍ ومُشوقٍ.

تحويل وقت الدراسة إلى لعبة:

من أفضل الطرق لتشجيع الطفل على الدراسة هي جعلها أكثر تشويقًا وإثارةً للاهتمام يُمكن تحويل وقت الدراسة إلى لعبةٍ مُسليةٍ من خلال استخدام الأساليب التالية:

  • استخدام البطاقات التعليمية: قُم بكتابة أسئلةٍ على بطاقاتٍ وإجاباتها على بطاقاتٍ أخرى، واترك طفلك يقوم بمطابقة الأسئلة مع إجاباتها.
  • لعبة الصواب والخطأ: قُم بقراءة جملٍ على طفلك واطلب منه تحديد ما إذا كانت صحيحةً أم خاطئةً.
  • لعبة ملء الفراغات: قُم بكتابة فقرةٍ قصيرةٍ واحذف منها بعض الكلمات، واترك طفلك يقوم بملء الفراغات بالكلمات المناسبة.

تحديد وقتٍ مُحددٍ للدراسة:

يُعدّ وضع جدولٍ زمنيٍ مُحدّدٍ للدراسة من أهم العوامل التي تُساعد على تنظيم وقت الطفل وغرس قيمة الالتزام لديه اجلس مع طفلك وناقش معه الوقت المناسب للدراسة، مع مراعاة عدم الإفراط في عدد الساعات المخصصة للدراسة حتى لا يشعر بالضغط والنفور تأكد من توفير فترات راحةٍ قصيرةٍ بين جلسات الدراسة للسماح للطفل بالترويح عن نفسه واستعادة نشاطه.

مكافأة الطفل على جهده:

لا يُشترط أن تكون المكافأة ماديةً دائمًا، فكلمة تشجيعٍ صادقةٍ أو عناقٌ دافئٌ قد يكون لهما مفعول السحر في نفس الطفل احرص على مُكافأة طفلك على جهده وتقدمه في الدراسة، كأن تُهديه هديةً صغيرةً أو تُخرجه في نزهةٍ عائليةٍ ممتعةٍ فهذا يُساعده على الشعر بتقدير جهده ويُحفّزه على المُثابرة والتفوّق.

تذكروا أن الهدف ليس تحويل الأطفال إلى آلاتٍ للحفظ والتلقين، بل غرس حبّ العلم والمعرفة في نفوسهم فباستخدام الأساليب الصحيحة والصبر والتشجيع، يُمكن تحويل وقت الدراسة إلى وقتٍ مُمتعٍ ومُفيدٍ لأطفالكم، مما يُسهم في بناء شخصياتهم وتنمية مهاراتهم ليصبحوا أفرادًا ناجحين في حياتهم العلمية والعملية.